كنت استمع لبعض النساء وهن يتبادلن الأحاديث بين حانيها وجافيها.
قصت إحداهن أن امرأة كانت ذات حسن ومكانة حاول زوجها المزاح معها بقوله: سأتزوج عليك، فردت عليه إن كنت رجال تزوج...، فما كان منه إلا أن بدل مزاحه إلى واقع بعد هذا التحدي الذي نال من رجولته وكرامته، وما كان من تلك التي أخذتها العزة بالإثم بعد فترة قضتها في بيت أهلها إلا أن ترضى بالعودة على الضرة.
كنت أقول في نفسي: سبحان الله كيف تجني آفات اللسان على أصحابها حتى تكاد تدخلهم قبورهم، وكيف تكون بعض أشكال التربية للنفس والعقل تحسبها نعمة وهي نقمة.. إن قيد الرجل هو القيد الوحيد أكاد أقول بالحياة كلها الذي يستساغ طعمه بلذة.. فكيف وقد جعل الله لرجل حقا على المرأة قاربه لحد السجود لو كان ممكنا لغير الله..
يقال أن النعمة التي يتم تجاهلها تصبح نقمة.. وهذا هو منطلق المعاناة للكثير من الأزواج في ما بينهم..
وحفظها يكون برعايتها من الطرفين باللين والحب والوفاء والتضحية.. وما أكثر تلك الكلمات التي نصف بها القيم التي تسير الحياة على وتيرة السعادة والطمأنينة وما أقل ما نفقهها، وكذلك بإدراك حقيقة أن الكمال على وجه هذه البسيطة في حكم المستحيل، ومن الحكمة الرضا والتسديد والتقارب..
قرأت في إحدى المرات قصة قصيرة عنوانها عالجته بالصبر، لامرأة تزوجت من رجل قاس حدتها ظروف أهلها البائسة للبقاء معه، وبعد فترة من المعانات جمعت أمرها على هذا القدر فأبدلت بغضها له حبا، وجرت أحداث القصة حتى إنتهت لحب عظيم بينهما..
نحن من نملك دفة التغيير للكثير من الأمور في حياتنا حتى لو بدت صعبة ومعقدة إنما هي وجهة بين مشارقها ومغاربها.
بقلم: حسناء محمد.
المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.